اللّحظات الأولى لكمين الطيونة
بعد أن تأجلت جلسة الحكومة يوم أمس، كان قرار حزب الله وحركة أمل اختصار التحرك أمام قصر العدل، لناحية العدد المشارك، ومدة التحرك، لإعطاء الحكومة والمعنيين فرصة للوصول الى حلول سياسية لما يجري، لذلك تم الطلب إلى فئات معينة في الحزبين التحرك باتجاه قصر العدل صباح اليوم.
هنا لا بدّ من الإشارة إلى حدث حصل أمس ليلاً أثار بعض التساؤلات، إذ قام مناصرون لحزب القوات اللبنانية برفع صلبان ضخمة على مداخل الأشرفية، الأمر الذي فُسّر على أنه يشبه الدعوات القديمة الى الحرب، ولكن الإتصالات التي حصلت أمس بين المعنيين بالتظاهرة والقوى الأمنية والجيش اللبناني أكدت على سلمية التظاهرة من جهة، وقرار انتشار الأجهزة الأمنية لمنع أي خلل أمني من جهة أخرى.
ما حصل اليوم هو أنه قبل وصول المتظاهرين إلى نقاط التجمع القريبة من منطقة الطيونة للتوجه نحو قصر العدل لتنفيذ الوقفة الإحتجاجية التي دعا إليها حزب الله وحركة أمل، رفضاً لتسييس التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، كان شباب “الإنضباط” من التنظيمين قد نفذا انتشاراً مدنياً في المنطقة لتحديد ورسم مسار التظاهرة ومنع المتظاهرين من الدخول الى منطقة عين الرمانة، والإلتزام بالمسار الذي يوصل من الطيونة الى قصر العدل، ومن ثم العودة، ولكن حصل ما لم يكن بالحسبان.
وصل الوفد الأول من المتظاهرين الى قصر العدل، وخلال تقدم الوفد الثاني، الذي كان يضم مئات المتظاهرين من الطيونة، سُمعت أصوات الرصاص، وكانت في البداية أصوات رصاصات قنص، انطلقت من على سطح مبنى مأهول يبعد حوالي 50 متراً عن مستديرة الطيونة، سقط 4 شبان أرضاً خلال الرشقات الأولى، شهيد و3 جرحى، ثم تلاها وابل من الرصاص باتجاه المتظاهرين الذين انتشروا وعادوا أدراجهم ركضاً باتجاه الطيونة، من سطوح المباني القريبة من المكان.
ما حصل بالنسبة لمصادر قريبة من المكون الشيعي هو كمين غدر يهدف الى جر البلد الى فتنة طائفية، فمطلقي النار كانوا مجهزين وحاضرين على أسطح المباني بانتظار إعلان ساحة الصفر، رافضة رفضاً قاطعاً تحميل ما جرى الى أصل التظاهرة، لأن حق التظاهر مكفول للجميع، مشددة على أن اللعب بالنار سيحرق أصابع كثيرة.
وصل عدد الشهداء حتى لحظة كتابة هذا المقال الى 7 وعدد الجرحى يفوق الـ 50، بينهم طفلان أصبيا خلال تواجدهما في المدرسة ونُقلا الى مستشفى الساحل للمعالجة.
محمد علوش